تغبطني وأغبطك..
فأما أنا فأغبطك لظني أنك نلت الشهادة، وأما أنت فتغبطني
لأن الله عز وجل قد بلغني رمضان الذي كنت تنتظره وتنوي صيامه وقيامه، وأرجوى الله أن يجمعني وإياك في الفردوس الأعلى
في الجنة، فأنا أعرف أن الحزن لا جدوى منه وإنك إن أستطعت أن توصني بشئ فستوصني أن
أعمل لما بعد الموت..
فيا صديقي أنا لم أنساك ولن أرضى بالسكوت على من قتلوك غدراً، فلا تخدعك فرحتي
باسقبال هذا الشهر العظيم، أنا فقط أحاول أن أحفز نفسي على العمل لأصل لدرجة قريبة
من درجتك ف الجنة..
أغبطك حقاً لأنك تنعم في جنان الرحمن بينما نحن في هذا
العالم نواجه هذا كم من إنعدام الأنسانية! تصور ياصديقي إنهم يؤمنون إن زملائك هم
من قتلوك لغرض في نفوسهم! والبعض الأخر يرى أنك تستحق تماماً ما حدث لك.. ولكن لا
تحزن عليهم ياصديقي، يريد ربك فقط أن يميز الخبيث من الطيب ويجعل أقوالهم هذه حجة
عليهم يوم يلقونه.
ولا تخف عليّ ياصديقي فربما ألحق بك قريبا، وإن كتب الله
ليَ غير هذا فلعله يثبتني على صراطه المستقيم فلا أفقد إنسانيتي مثلهم، ويمنحني من
الحكمة ما أميز به الحق من الباطل، ومن الشجاعة ما أستطيع به أن أوجه الظلم بجميع
أشكاله، ومن اليقين ما أتقبل به مصائب الدنيا بنفس راضية.
سأدعوا الله لنا ياصديقي، سأدعوا لك بنعيم ينسيك مرارة
الظلم، ولمن تبقى لهم قدر من الأنسانية أن يعينهم الله على ما هم فيه، وأن تكون
الفردوس هي الملتقى.
No comments:
Post a Comment