Pages

5.11.10

الرجولة جدعنه مش هز كتاف

عزيزي سي السيد،
          تحية طيبة وبعد..

سعدتُ كثيراً لرؤيتك بالأمس، فقد ظننت أنك أنقرض في هذا الزمن السعيد ولكن يبدو أني كنت مخطئة. فعلي رغم اعتزازك المبالغ فيه برجولتك فلقد طرأت عليك الكثير من التغيرات؛ فلقد ارتقيت في المكانة العلمية وأصبحت أستاذاً في اللغة العربية بجامعة القاهرة ولكن مستواك الأخلاقي مازال في انحدار مستمر، فمازلت أذكر نظرة الكراهية في عينيك: تلك النظرة التي ميزتها من أول لحظة رأيتك فيها وحاولت إنكارها بشدة، فلا يعقل أن يكره أستاذ جامعي مجموعة من الطلبة لمجرد أنهم في قسم اللغة الإنجليزية بينما تخرج هو من قسم اللغة العربية، لا يعقل أن يمتلك أستاذ جامعي ذلك الكم من الحقد الطبقي داخله مؤمناً بأن هؤلاء الطلبة مجرد حفنة من الأوغاد الذين أفسدهم تدليل أمهاتهم.
كل هذا لا ينقص من رجولتك شئ على أي حال، فما تفكر فيه وما تعتقده هي أشياء شخصية لا تهمني في شئ، ولكن ما لا أستطيع تقبله هي تصرفاتك المريضة المبنية علي تلك الأفكار. فلا يحق لرجل شرقي في مثل مكانتك العلمية يا سيدي أن يدخل غرفة محاضرات بها فتاة تصلي ويجلس لمشاهدتها، حتى وأن كان هناك مكان للصلاة وحتى أن كان موعد محاضرتك قد حان، فأنت يا سيدي كرجل - مسلم شرقي أولاً وكمعلم ثانياً- يجب أن تكون قدوة يتعلم منها الجميع، وألا تترك بعض أفكارك السوداء عن التفرقة الطبقية تمنعك من التصرف الصحيح. فقد كان بإمكانك يا سيدي أن تنتظر خارج الغرفة إلي أن تنتهي الفتاة من صلاتها ثم تعطيها محاضرة عن كل تلك الأشياء الجميلة كاحترام مواعيد الآخرين وأن هناك أماكن محددة للصلاة وما إلي ذلك.
كل ما أرجوه منك يا سيدي هو أن تتنازل عن يغض غرورك وأن تتصرف بطريقة تليق بكونك رجل مسلم شرقي وأستاذ جامعي، وألا تصبح نموذج أخر للاستخدام السيئ للسلطة –ذلك النموذج الذي أمتلئ به مجتمعنا في الآونة الأخيرة..

مع خالص تحياتي
...

No comments:

Post a Comment