دليل المواطن العادي إلى الأنانية

عزيزي المواطن،

            هناك نوعين من البني آدمين: البني آدم الحسيس (أو اللي عنده دم) الذي لا يلقي بالقمامة في الشارع حتى لا يلوث البيئة، ولا يشغل الكاسيت بأعلى صوت فهو يعرف جيداً أن هناك اختراع أسمه سماعات أذن، ويتأثر عند رؤية سيدة تبحث في القمامة عما تسد به جوعها فيذهب إليها ليعطيها كل ما في جيبه من نقود، وتجد هذا النوع كثير التطوع في الأعمال الخيرية، ويتأثر بما يحدث في فلسطين وسائر البلاد وقد يصل به هذا التأثر حد الاكتئاب، كما أنه يؤمن أن إصلاح العالم مسئوليته هو الشخصية.

            أما النوع الأخر فهو البني آدم الندل أو الأناني، وهو على عكس البني آدم الحسيس في كل شئ، فعندما كان صغيراً مثلاً تجده يستمتع بدهس ذيل القطط وأخذ سندوتشات زملائه، وفي فترة المراهقة تجده غالباً ما يأخذ مصروف أخته عنوه ليصرفه على خروجاته مع أصدقاء السوء، وهو طبعاً لا يبالي بقوانين المرور أو احترام كبار السن أو ما إلى ذلك، وفي عمله تجده لا يمانع من إعطاء الرشاوى ليحصل على ما يريد، وإذا كان يعمل في منصب إداري فهو لن يتورع أيضاً عن أخذ رشاوى لتسير أمور العباد، كما أنه يؤمن تماماً أن هذا الكون خلق من أجله ومن أجله هو فقط.

مميزات الأنانية

            على عكس ما قد يبدو لكثير من الناس فإن للأنانية فوائد كثيرة أهمها:

1.      لن تصاب بضغط الدم أو الاكتئاب من الأحداث الحالية سواء في مصر أو في باقي البلاد العربية.

2.      ستحتفظ بكل أموالك لنفسك لأنك لن تبذرها على الفقراء وحملات التبرع وما إلى ذلك.

3.      إذا كنت مرتبطاً فقد استطعت الاحتفال بعيد الحب الذي جاء بعد أيام قليلة من فاجعة بورسعيد.

4.      إذا كانت أسرتك مكونة من خمسة أفراد وأشترى أحدهم نصف دستة جاتوه فستستطيع أكل القطعة الزائدة وضميرك مستريح.

5.      عندما تذهب إلي السنترال لدفع الفاتورة وتجد طابور طويل ثم يأتي خلفك رجل عجوز فلن تعطيه دورك مما سيوفر لك بعض الوقت.

6.      يمكنك أن تصبح رجل أعمال غني مثل أحمد عز وتحتكر بضاعة ما لصالحك وترفع الأسعار كما تشاء.

7.      لن تضر إلى الاستماع مشاكل الناس وإيجاد حلول لهم لأنك مش ناقص ولديك ما يكفيك من مشاكل، مما سيغنيك من بعض المشاكل النفسية وسيوفر لك الوقت أيضاً.

8.      عند مرورك بسيارتك أمام مستشفى فهذا لن يمنعك من استخدام الكلاكس أو تشغيل الكاسيت بصوت مرتفع.

وهناك الكثير والكثير من الفوائد الأخرى التي سأتركها لخيالك، وبالطبع ستسمع الكثير من الكلام عن أهمية الإيثار والتعاون وكيف أن وضع المصلحة العامة أولاً سيحقق المصلحة الخاصة بطريقة أفضل، لا تهتم بهذا الهراء وتذكر أن مصلحتك الشخصية يجب أن تأتي أولاً حتى وأن كانت على حساب الأخرين.