Pages

5.9.15

رسالة إلى ضمير العالم

إلى ضمير العالم المستيقظ حديثاً،
صباح الخير.. مر وقت طويل منذ أخر مرة استيقظت فيها وهببت واقفاُ على قلب رجل واحد لتندد بأحد الجرائم اللاإنسانية، فما زلت أذكر  صرختك عند  انفجار برجي التجارة بالولايات المتحدة الأمريكية، كيف تندد بالإرهاب وبكل ما هو ضد السلام، ثم ذهبت بعدها في سبات نوم عميق لم يفلح شئ في أيقاظك منه إلا لدقائق معدودة لتندد بما يحدث ثم تكمل نومك وأنت تشعر بسلام داخلي تحسد عليه.
صمتك التام في الأعوام بالرغم مما يقع من جرائم لا تمت  للإنسانية  صلة جعلني أعتقد بل وأوقن بموتك،  لذا عندما رايتك تنتفض لغرق طفل سوري على  سواحل تركيا تعجبت وشككت بأمرك.. فمنذ متى  وانت تهتم هكذا؟ وماذا عن الأطفال الذين قتلتهم أسلحة بشار الكيماوية؟ وماذا عن  طفل فلسطين المحترق منذ بضعة أشهر؟ لماذا لم تلتفت إلا لغرق هذا الطفل؟ ماذا عن اختفاء أصدقاءنا الذي اصبح جزء من روتين حياتنا، فنبحث عنهم لعدة أيام ثم نعثر عليهم في احد المعتقلات مع بعض التهم التي لم يرتكبوها (هذا إن كنا سعداء الحظ ووجدناهم على قيد الحياة)، وماذا عن هؤلاء الذين فقدوا حياتهم لمجرد الاختلاف في الرأي مع رؤساءهم؟ دعك منهم فقد تكون معترضا عليهم (رغم أن المبادئ لا تتجزأ، ولكن يبدوا أنك لا تعرف هذا)، ماذا عن شبابنا الذي ذهب لتشجيع فرقته المفضلة في أحد المباريات ولم يعد؟
عندما أتذكر صراخك في أحداث سبتمبر وما  لحق ببلادنا العربية من خراب بعدها، اشعر بقلق شديد إزاء انتفاضتك الأخيرة هذه، وأتذكر نعوم تشومسكي عندما كتب عن استراتيجيات خداع الجماهير.. فماذا تخبئ لنا أيها الضمير العفن الذي لا ينتفض إلا لمصالحه ؟